اني اشتاقك/الهرم المصرى نيوز

 

كتبت الإعلامية /  إيمان عوني مقلد 

إن الاحترام والتقدير هما من أسمى الصفات التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها، فالإنسان عندما يقدم للناس احتراماً وتقديراً فهو يعبر عما في نفسه من أخلاقٍ وقيم،  وعدم التقدير شعور سلبي يشعر به الفرد عندما يحس أن جهوده غير مقدرة وغير مرئية من الأساس فيشعر أنها مهدورة في مكان ليس مكانها أو مسكوبة على الأرض كما يسكب الماء. عدم التقدير شعور مزعج ويؤذي نفسية الفرد ويدمرها مع الوقت سواء في العمل أو الحب أو الحياة بشكل عام.

مهما كان شكل العلاقة بين الناس فالاحترام هو عصب هذه العلاقة فإن اختلفت الآراء قيت العلاقة قوية، مادام احترام الآخر موجودا وإن تطرق الشك ،فإن الاحترام يذيب الجليد والفتور ويضئ روح العلاقات واعلم أنه لاشئ في هذه الحياة يستمر دون أن تفسح مكانا في صدرك لمكانة الآخر أو دون أن تعطيه حقه من التقدير والاهتمام ، ينبغي للناس أن لاتتربع عروشا في تعاملاتها فلافوقية ولادرجات ولكل مكانه على خارطة العمل والعطاء فمن أصغر عمل الى أعلى مرتبة هناك دائما هدف لهذا الوجود  مهما كان شكله والكل يكمل بعضه بصورة أو بأخرى وأساس كل ذلك وأساس أي نجاح احترام الآخر واعطائه مساحة واعية وصادقة للتعبير عن ذاته ولخوض غمار الحياة في كل ساحاتها.

فالإنسان يحتاج إلى التقدير من الأشخاص المحيطين به على اختلاف علاقته بهم سواء عائلته أو أصدقاء أو زملاء عمل أو أرباب العمل، وربما يسيء بعضهم التصرف دون قصد أو علم بتأثير هذا السلوك على من حولهم.

لكنه يعتقد أن التقدير مرتبط بالتربية والتنشئة منذ الصغر، وبتعليم الأهل لطفلهم كيفية تقدير نفسه وتقدير الآخرين وشكرهم، وحذر من التمييز بين الأفراد لأنه يترك أثراً كبيراً لاحقاً، 

ومن الضروري أن يهتم الإنسان بحاجته للتقدير ولا يحمل نفسه فوق طاقته، لأن العطاء الكثير مع الأيام يتحول إلى شيء طبيعي واعتيادي بالنسبة للأشخاص من حوله، وذكر  مثالاً على ذلك الأم التي تعطي وتهتم بأسرتها وتتحمل فوق طاقتها دون تقدير أو شكر من أطفالها وزوجها، لأنهم اعتادوا على ذلك واعتبروه واجبها وملزمة فيه.

تشمل علاقتنا مع الآخرين الكثير من الأفعال والتصرفات الجيدة واللطيفة تعبيرًا عن المحبة والمودة التي نملكها في داخلنا تجاههم، ولكن للأسف، في بعض الأحيان قد لا نحصل في المقابل على التقدير والاهتمام الذي نتوقعه، وهو الأمر الذي يترك في داخلنا شعورًا بالخيبة والألم، والذي قد يتحول مع التكرار إلى مشاعر من الغضب والانزعاج تساهم في تفجير الخلافات في المستقبل، إن حل أي مشكلة يبدأ من فهم الأسباب والعوامل التي تؤهب لها، وفي هذا السياق يكون الصبر والتسامح والانفتاح على التواصل مع الطرف الآخر من أهم الصفات التي يجب التحلي بها، ومن المهم عدم التسرع في إلقاء اللوم والتقصير على الآخرين أو حتى إلقاء اللوم و التأنيب على أنفسنا، لأن ذلك يبدأ من مشاعر الغضب والحزن ولا يساهم في الوصول إلى حالة من التفاهم والانسجام. 

فلا يمكن لأحد أن يسلبنا احترامنا لذواتنا التعامل دون تقدير واحترام يسلب الإنسان كرامته وإنسانيته وعليه ألا يقبل هذا التصرف ويأخذ ردًا سريعًا. العقل الواعي المدرك والنفس السوية هي التي تقدر قيمة وجود الأشخاص في حياتها وتحرص على احترامهم ولا تقلل من غيرها.

الإساءة لا تقتصر على اللفظ أو الجسد، بل يمكن أن تأتي الإساءة من خلال طرق غير مباشرة تتمثل في تهميش الفرد والتقليل من عمله، أو عدم إعطائه مساحته الكافية لتقديم الأفضل، واعتباره كأنه غير موجود أو كأن مهاراته ومواهبه غير مرحب بها أو لا قيمة لها عن مقولة "لا يكثر"، وكل ذلك التهميش المتواصل يولد تراكمات وضغوطات نفسية للفرد المتميز في أصله وشعوره بعدم الراحة والانتماء إلى بيئة العمل؛ فيضطر إلى الاستغناء عن العمل الذي يزاوله أو يتقنه أو يقوم بنقل نفسه إلى مكان آخر أو منظمة أخري .

يقول المولي عز وجل في سورة الكهف في الآية ٣٠

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"

حينما تنجز أمرََا في حياتك فإنك تفعله لأجلك لا لتقدير أحد لك ودائما تذكر الهدف من إنجازك هذا، هدفك هو أن ترتقي، أن تتحسن، أن تكون نسخة أفضل من نفسك بالأمس.

لا تجعل تقدير البشر هدفََا لك أي من كانوا، ضع نصب عينيك راحتك أنت ورضا ربك، وكما أقول دائمََا، حادث ربك بما تشعر،

 فإن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام والتقدير فيما بيننا .