بطولة اتصالات تونس - القسم الوطني «أ» للكرة الطائرة/الهرم المصرى نيوز

 

بقلم  ..  الدكتورة الشيماء اباصيري 

نائب رئيس قسم الأخبار

في الفترة الأخيرة تردد علي أذهان الجميع مصطلح« الطاقة» و« العلاج بالطاقة »« معالج بالطاقة» وظهر الكثير من اللقاءات التليفيزيونية مع أشخاص يحملون لقب متخصصون في علم الطاقة وأصبحت مهنة تدر لهم دخل سواء من هذه اللقاءات أو  من خلال دورات تدريبية، جلسات فردية وجماعية. كما توجه هؤلاء لعمل قنوات خاصة بهم علي قناة اليوتيوب والفيس بوك وبالفعل وصل مسمي الطاقة للكثير من الأفراد.

 أيضاً انتشرت قنوات قراءت التاروت ورؤية المستقبل  التي اعتمدت علي  الأحجار وكروت التاروت  والحروف؛ وجميعها عملت تحت مسمي « إعرف طاقتك»  وكلها تؤمن بمسمي الطاقة وتستخدمه في الدلالة والإطلاع علي المستقبل.

 والغريب أنه اطلق عليه «علم الطاقة». 

وفكرة الطاقة أو مصطلح الطاقة يسعي  لتوضيح أن الإنسان له طاقة روحية، لابد أن يتحكم بها ويطورها لجلب كل مظاهر الفرح والسعادة والرزق والحب من الكون أو من طاقة الكون. 

وبناء عليه اهتم الكثير من الأفراد في مجتمعنا للبحث عن المتخصصين في علم الطاقة من الأجانب والتي وجد أنها تعتمد علي فكرة التأمل والتوحد مع الروح وأن هناك بعض التدريبات والطقوس التي لابد أن تمارس لتحقيق هذا التوحد. وبالبحث عن أساس فكرة التوحد هذه.. وجد أن مجتمع الهندوس والبوذيين هم من اعتنقوا هذا الفكر واعتبروها أداة وطريقة للتقرب إلي الله. ولكن من الله بالنسبة للهندوس والبوذين.. فمن المعروف ان الهند هي أصل الديانات الأرضية ولا تؤمن أكثر قبائلها بالديانات المسيحية أو الإسلام وانها تتعدد آلهتها والتي تتمثل في عبادة الشمس والنجوم وأيضاً الحيوانات المختلفة وأشهرها عبادة البقر والفئران  لدرجة انهم انشأوا للأخيرمعابد لها .ولا يؤمن الهندوس بالأخرة وبوجود جنة أو نار. فهم يؤمنون بالإستنساخ،فهم يعتقدون أن كل انسان بعد موته هو سيحيا مرة أخري بنسخة جديدة بناء علي عمله في حياته الأولي فإذا كانت أعماله جيدة سينسخ إنسان في طبقة ووضع اجتماعي جيد وان لم يفعل فقد ينسخ انسان في طبقة دنيا او ينسخ حيوان ( فأر او كلب) أو أي مخلوق آخر، لذا فهم يمارسون صلاتهم هذه لمن يعبدونه ويتقربون إليه من خلالها وما صلاتهم التوحديه هذه إلا ممارسة نقلت لنا بأسم رياضة " اليوجا" والتي انتقلت إلينا وارتبط إسمها برياضة هادئة لها ايجابيتها في تهدئة الروح والجسم والعقل، وهذا ما تعمد الغرب نشره وبالفعل انتشرت أماكن كثير لممارسة اليوجا.. ومدربين متخصصين في اليوجا. وعلي الرغم من ما نشر عن اليوجا أنها رياضة أو ممارسة للتهدئة وطرد الطاقة السلبية إلا أن هذه المشاعر هي مشاعر مؤقته بتكرارها يدخل الفرد إلي دائرة الإكتئاب والتخيلات والإنتحار. فاليوجا أو صلاة التأمل هي الصلاة الرسمية للهندوس واليوجا معناها الإتحاد وفيها يجلس الإنسان في مكان هادي في سكون تام إلي أن يستقبل طاقة الكون في جسمه ويتحد معها. وطاقة الكون في الهندوسية هي الإله اي الإنسان يتحد في جسم واحد مع الله وهنا يدخل الفرد في حالة نصف يقظة وفيها يقل الوعي تماماً إلي أن يصلوا لمرحلة الطفو أي روحهم تطفو مع روح الإله وهنا يشعر الممارس أن جسمه خرج عن السيطرة. وإن روحه تخرج خارج جسده ويراها من بعيد وهو ما يسمي الإسقاط النجمي.

وبالرجوع  قليلا إلي الماضي وجد إن الهندوس اخذوا هذه الصلاة من طائفة ماسونية يطلق عليها سحرة الشامنات فهي ممارسة سحرية للغي الوعي وتسليم النفس للأرواح الخفية وهي الشياطين ( تتنزل عليهم الشياطين)  وتملأ عقولهم بالخيالات والأوهام. وهو ما ماقام به أحد علماء الماسونية .الذي استوحي هذه الطريقة من الأرواح الخفية.

 ومن ضمن معتقدات الهنود إن جسم الإنسان له سبع شاكرات موزعة في جسم الإنسان كل شاكرة تمثل نقطة للطاقة ويرون أن أهمها هي الطاقة المرتبطة بالدماغ ويطلق عليها العين الثالثة وهي طاقة الاستنارة والبصيرة التي لابد من تقويتها من خلال هذه التأملات والعبادات الإلحادية  وكلما زادات هذه التأملات زادت قدرة الممارس علي رؤية غيبيات الكون، وكلما زادت قدرته علي تسخير الطاقة الخفية الشيطانية له؛ وهنا يخرج الإنسان عن طاقة المعبود لله الخالق. ويشعر بالألوهية والقدرة الخارقة الوهمية والتي طالما ان حققت الغرض وهو الإلحاد. وصل بها الي المراتب الأعلي حيث تبدأ تتواصل هذه الأرواح الخفية مع الفرد وتقنعه ببعض المعتقدات الأخري وتوهم ذاته أنه المختارمن الكون وإن الكون كله مسخر له وعليه يبدأ في الاستجابة لأوامر الكون ولا شك إن هذا الفرد يشعر بهذه القدرات كلما اطاع هذه الأرواح الخفية وإن أية أوامر لابد أن يلبيها.  وقد تأتي هذه الأوامر علي هيئة تواصل فعلي او تواصل وهمي من خلال أفكار ترد لذهن الممارس لابد ان ينفذها ولعل ابرز وأشهر ترجمة لكل ما سبق ما حدث لمدربة الطاقة التونيسية «أميرة بنت حمد» التي اشتهرت بأفضل معالجة بالطاقة وإنها اختيرت من قبل قائد الماسونية التي عرفتها عليه إحدي معالجات بالطاقة والروحانيات والتي أخبرتها أنها تنضم لمجموعة الماسونية وأنها لابد ان تنضم هي أيضاً للمجموعة وتقابل قائدها الذي أوهمها بأنه المهدي المنتظر وقام بعمل جلسة علاج روحاني لها فيها سيطر عليها بتفعيل القوي الخفية. 

والذي انتهي بها الأمر إلي إنهاء حياة ابنتها تلبيية لأوامر القوي الخفية التي أوهمتها إنها من المختارين للعيش في عالم الإنقياء وعليها أن تنتقي أفضل الأشخاص النقية لديها وتنقل بروحمها إلي حياة الخلد الطاهرة .

 وعليه فإن كل طريق يستعين بلفظ العلاج بالطاقة، ماهو الي توجه لطريق يطبق فيه أهداف الماسونية للوصول للإلحاد. فالخالق هو الله والمعبود هو الله وكل ما نحتاج إليه لعلاج أرواحنا هو التوجه إلي الصلاة لله الواحد الأحد والدعاء إليه جل شأنه وتوحيده الواحد الصمد. 

.