تهنئة- الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / نجوان محمد عبدالناصر

إن التنمر من أسوأ التصرفات التي قد تصدر من الأطفال وخاصة في المدارس؛ حيث أن بعض الأطفال يتخذون الأمر تسلية ويتنمرون على أصدقائهم قائلين باللفظ أن البقاء للأقوى وأن هؤلاء الذين يتم التنمر عليهم ما هم إلا أطفال ضعفاء، قد يكون الأمر بالنسبة للمدرسين في بادئ الأمر عادي جدًا ولا يُشكل أي ضرر ولكنه مع الوقت يصبح من أخطر التصرفات فهو حقًا تصرف عدواني يتفاقم مع الوقت ليصبح مثل العدوى التي قد تبوأت على المجتمع؛ ليصير مجتمع غير آمن على الأطفال ولو نظرنا في الأمر جيدًا وتعمقنا لوجدنا أن بدايته تبدأ من العائلة تليها المدرسة والأنترنت أيضًا. 

قيل أيضًا عند تعريف التنمر: أنه أسلوب عدواني قد يكون فردي -ينتج عن طفل واحد- أو جماعي، وأن هناك فرق بين الهزار بين الأصدقاء حيث يتقبلون الأمر فيما بينهم وتكون تلك مجرد مزحة بينهم أو نكتة أو أن يكون تنمر؛ فالتنمر عادي يكون لكي يُبرز الشخص أنه الأقوى والمسيطر في هكذا مواقف وأن يكون هو حديث الجميع وتسلط عليه الأضواء، وقد يكون أيضًا مجرد تقليد لما يراه. 

_ أنواع التنمر

١- تنمر لفظي

يتم التنمر في ذاك النوع عن طريق تسميتهم بألقاب غير محببة وإهاناتهم بالكلام على شكلهم أو مكانتهم الإجتماعية وغيره من الأشياء غافلين على أن كل شيء بيدي الله وحده؛ فلا أحد يختار شكله أو حياته. 

٢- تنمر جسدي

في بادئ الأمر قد يكون الأمر مجرد كلام فقط وألفاظ تُقال ثم يتطور الأمر ليصبح جسدي كالضرب حين يقوم المتنمر بتهديده في سابق الأمر بفعل شيء فأن لم يفعله ضربه وركله بعنف أو قد يكون بدون أي سبب من ما تم ذكره فقط يفعل ذلك لمجرد أنه يريد. 

٣- تنمر إلكتروني

يُقال أن هذا يعتبر من أخطر الأنواع وأكثرهم سوءًا؛ فهو منتشر بكثرة هذه الأيام بسبب التقدم الحادث هذه الأونة والذي يعود بالضرر أيضًا على الجميع وليس النفع فقط، فالتقدم التكنولوجي وظهور الأنترنت حقًا سلاح ذو حدين، يتم السخرية منه عن طريق الرسائل الإلكترونية و تهديده بصور قد تم سحبها من جهازه أو اختراق حساباتهم وانتحال شخصيتهم ويفعلوا ما يريدون من تصرفات غير لائقة بهوية الضحية تعود بالضرر والإهانة الشديدة لصاحب الحساب حتى وأن سبق وأخبر الجميع أنه ليس له أي دخل بهذا. 

٤- تنمر اجتماعي

مثل: ابتعاد الجميع عن الطفل وجعله يشعر بالوحدة الشديدة وأنه منبوذ من الجميع، وقد يكون ابتعاد الجميع عنه من الأساس بسبب أوامر هؤلاء المتنمرين. 

_ بعض الأسباب لحدوث التنمر

١- قد يكون بسبب رؤية الطفل لشخص يتصرف هكذا. 

٢- بسبب الوحدة أو الإنطوائية

حيث يقوم المتنمر بذاك الفعل العنيف حبًا في أن يظهر ويتم الأهتمام به أكثر من اللازم. 

٣- أيضًا يمكن أن يكون قد تم ممارسة التنمر على الشخص المتنمر من قبل؛ لذالك أراد أن يكون هو القائد هذه المرة ويعلم ما هو الشيء جيد في الأمر غافلًا عن كونه يسبب ضررًا وإساءة لشخص آخر. 

هناك حقًا الكثير من الأسباب ولكن أغلبها تُظهر أن هناك تقصير من الوالدين والمدرسة على حد سواء. 

٤- إن من أهم الأسباب وأخطرهم هو أن يكون الوالد أو المدرس يضرب تلميذه أو ابنه بدون سبب ينتجع عن ذلك تكوين شخصية غير سوية لدى الطفل تجعله يكون متنمر لأحد الأنواع وهو التنمر الجسدي "البدني". 

_ الأثار الجانبية للتنمر

١- إنعدام الثقة في النفس لديهم، وإنعدامها أيضًا في من حولهم. 

٢- ابتعادهم عن الجميع وإنعزالهم عن العالم مما يؤدي إلى عدم معرفتهم كيفية التواصل مع من حولهم، وكونهم أصبحوا إنطوائيين فيما بعد. 

٣- المشاكل النفسية وعلى رأسها الاكتئاب يليه في بعض الأوقات الإنهيار العصبي. 

٤- عدم تقدمهم الدارسي بسبب خوفهم من الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى لكي لا يتم التنمر عليهم مرة أخرى. 

_ كيفية علاج الأشخاص الذين تم التنمر عليهم

هنا يظهر دور الأباء مرة أخرى بشكل أكبر؛ حيث يجب عليهم الإهتمام بهم كثيرًا وتشجيعهم على الخروج من تلك الحالة وبناء شخصيتهم من جديد بشكل أقوى وأفضل؛ لكي لا يتأثر بما حوله مرة أخرى، وسوف يتم ذلك عن طريق متابعة الضحية مع طبيب نفسي. 

_ كيفية القضاء على التنمر

يكون بإهتمام الأباء على سلوك أولادهم ومعاقبتهم على هذا الأمر ولكن يجب أن يكونوا حريصين لكي لا يزداد الأمر سوءًا؛ حيث يجب التعامل معهم بحرص شديد والحديث معهم أولًا وإن لم يُجدي نفعًا يتم اللجوء إلى العقاب. 

أيضًا يظهر هنا دور المدارس؛ حيث يجب على المدرسين منع تلك الحوادث والانتباه أكثر لكي لا يتم حدوث هذا مرة أخرى، ويمكن أيضًا أن تقوم الدولة أو المدرسة بعمل ندوات لتوعية الجميع -وليس الأطفال فقط- عن أخطار التنمر وما يحدثه من أضرار. 

لم يبدأ التنمر من هذا العصر أو هذا القرن أو القرن الماضي بل من قديم الأزل حيث تصدى لها الإسلام ونبه عليها منذ أيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: قال رسول الله ﷺ«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» 

صدق رسول الله ﷺ، وهنا ظهر جليًا تحريم ومنع الإسلام للتنمر بشتى أنواعه؛ لذا يجب الحرص على أطفالنا وتوعيتهم لكل شيء يتعلق بهذا الأمر من أثار وغيره.