وفد من أهالى أسوان يدعمون الأطفال مرضى السرطان في شفاء الأورمان/الهرم المصرى نيوز

 

(بقلم محمد عبد الله سليمان)

يذكر بورخيس هذا القارئ والكاتب الارجنتيني العملاق والذي كان أمينا عاما للمكتبة القومية ببوينوس أيرس في أحد قصصه  المعنونه طلُين ؛  أوقبار؛  تلك المقوله التي أخبر بها بيوى كاساريس أحد الشخصيات الرئيسه  لبطل القصه  (أن أحد مبتدعي أوقبار  (مدينه متخيله)أعلن أن المرايا والجماع ملعونان لأنهما يضاعفان عدد البشر  ورغم أنه بالبحث عن أساس تلك الكلمات في الموسوعة الانجلو-امريكيه  تبين أن صيغتها الحقيقيه كما تقول القصه  المرايا والابوه ملعونان لأنهما  يضاعفانه وينشرانه.

أتوقف اولا مع المرآه وهل المرايا ملعونه لأنها ذات خصيه غريبه أنها تضاعف العدد الشخص أمام المرآة يصبح  شخصا وصورته فما بالنا بالمرايا التي عندما نقف أمامها نظهر كعدد لا حصري. 

المرآه ملعونه في رأي لا لكونها تقوم بعمليات المضاعفه العدديه لأنها في الحقيقه مضاعفة وهميه مثلها مثل ظل الانسان .

لكن في رأي أن المرايا ملعونه لأنها تفعل شيئا عجيبا أنها ترينا أشكالنا تظهر عيوبنا تظهر  عوامل وريشة الزمن في وجوهنا.

بالنسبة للقبيح والدميمه فالمرآه هي أكثر الاداوت الملعونه لأنها توقظ ذلك الالم والنقص المصاحب عادة لذوي الوجوه الدميمه ؛والعيون ايضا مرايا النظره المقابلة من العين الرائيه والتي تتسلط علي الوجه الدميم مصحوبه بعلامات الاشمئزاز التي يشعر بها المرئي تجعل اي شئ عاكس للصوره ملعون في نظر الدميم.

وهل المرآه أو أي شئ عاكس للصوره ملعون أيضا حتي ولو كان المرئي جميلا .؟

تظل المرآه في رأي شيئا مرعبا حتي ولو كان المرئي جميلا وخاصة بالنسبه لجنس النساء 

تنظر المرأه الجميله في المرآه وتتماهي مع جمال الشكل الذي هو في الحقيقه جمال زائر وليس مقيم وتفتتن بجمالها ويصيبها داء الغرور تشعر بقيمة جمالها في أي شئ عاكس لصورتها وخاصة أعين الرجال تتمرد تسيطر تتكبر تتبختر تشعر بقيمتها بسبب مرآتها بسبب عيون الرجال بسبب ألسنة المادحين

 قليلات منهن من لا تستخدم جمالها للوصول إلى ما تريد'

لكن ما يلبث أن يفعل الزمان فعلته أن يذهب الضيف الزائر(الجمال)وتظهر التجاعيد البغيضة وكأنها تضاريس منحوته علي الوجه بريشة الزمن وتتحول المرآة لشئ مقيت لتلك التي كانت في يوم ما تعشق المرايا .

ولا ننسي أسطورة نرسيس ذلك الفتي الذي رأي انعكاس صورته على صفحات الماء فعشق ذاته وأصبح مصطلح  النرجسيه  يطلق علي كل اناني احب ذاته وعشق صورته.

يذكر أحد الكتّاب أن هناك معاني رمزيه كثيره للمرآه اهمها أن المرايا هى تمثيل للغرور وان غالبا مايتم استخدام المرايا لإظهار الشخصيات المهووسه بمظهرها الخاص أو الذين يهتمون بشكل مفرط بصورتهم الخاصة.

المرايا في الفلكور الشعبي أيضا قبيحه تحذر منها الأمهات بناتهن تقول لهن باللغه الدارجه محذرة إياهن من كثرة النظر الي المرآه (متبصيش كتير في المرايا يابت هتتجنني)وتحذر الأمهات بناتهن المتزوجات من المرآه في غرف النوم  ويضعون ستائر لتغطيتها يقولون انها جالبة للقرين والجن 

العلاقة بين المرآه والجماع علاقه عدائيه رغم أن الجمله التي نحن بصددها تنص علي أن الجمع نحو كونهما ملعونين منصب علي فكرة مضاعفة البشر!!!!!!

لكن في الفلكلور الريفي يحذرون من انعكاس الصورة في المرايا أثناء الجماع  بسبب فكرة اللبس المنتشره في الريف.

المرآه والتحذير منها في الدين الاسلامي

قيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من النظر إلي المرآه بالليل  وسبب التحذير غير واضح وان كان البعض يذكر أن التحذير بسبب أن النظر إلي المرآه يجلب بعض الأمراض الروحيه وان كان الكثير من علماء الإسلام يرون أن فكرة اللبس بسبب النظر في المرآه مجرد خرافه بل إن عدد غير قليل يشكك في فكرة اللبس ذاتها.

يذكر  ابن القيم  في كتابة زاد المعاد أن ابن ماسويه قال  ومن نظر في المرآة ليلا فأصابه لقوة أو أصابه داء فلا يلومن إلا نفسه .واللقوه هو مرض يصيب الوجه وهو شلل قد يصيب الجانب الأيسر أو الأيمن من الوجه

وبذلك فإن ابن ماسويه يري بأن النظر في المرآه ليلا قد يصيب الإنسان بالمرض العضوي.!!!

المرايا والسينما 

تستخدم السينما العالميه في كثير من افلام الرعب المرايا كآداه لبث الرعب في نفوس المشاهدين وكأن السينما هي في الحقيقه انعكاس لثقافات الشعوب وناقله للفلكلور الشعبي المسيطر علي بعض أذهان العامة .

 يذكر الدكتور محمد أبو العطا في مقدمة ترجمته لألف أحد أهم أعمال بورخيس أن المرايا كانت من الثوابت في أدب بورخيس وان ذلك من أثر المؤثرات المنزليه 

التي ارتبطت بطفولته وحياة العزله المفروضه علي ذلك الطفل .

وصف بورخيس في قصيدته المرايا أن المرآه مؤرقه نحسة

يقول

لا نهائية أراها

منفذّة لميثاق قديم:

مضاعفة العالم مثل الفعل المولًد'

مؤرقة نحسة.

السؤال الذي يفرض نفسه عن بورخيس ماهو سبب كره بورخيس للمرآه؟

هل كما يقال إنه رأي انعكاس صورة والديه في المرآه أثناء العلاقه الحميمه 

أم هي بقايا من ثقافة غربيه قديمه كانت تعتقد أن المرآه هي المؤخره الحقيقيه للشيطان ولا تنسي أن بورخيس رغم كونه أرجنتيني كانت الانجليزيه هي اللغه الأولي التي تعلمها والاسبانيه هي اللغه الثانيه حتي أن بورخيس نفسه كان يردد أن الانجليزيه هي لغة الثقافه والادب وان الاسبانيه هي لغة المنزل كما أشار الدكتور محمد العطار في المقدمه التي نوهنا عنها بعالية

في النهايه وكما يذكر بورخيس في بداية قصته أوقبار :

"في نهاية الممر البعيد كانت المرآه ترصدنا اكتشفنا في الليل المتأخر يكون ذلك الاكتشاف حتميا أن المرايا بها شئ مرعب"